الاثنين، 22 مارس 2010

النفق













يمشي في نفق حديدي طويل ، مصمت تماما ، الخطوط العمودية الدقيقة لتي كان يفترض بها أن تصبح علامات للطريق حينما تلتحم بين الحلقات الضخمة التي لن تكفي واحدة منها لمثل هذا النفق ، لا وجود لها . يظن أنه يمشي في الاتجاه الصحيح ، لن يعلم كم قطع من المسافة إلا حينما يضع قدمه المرتابة على الأرض بعد الفتحة التي لم تظهر بعد ، لكنه رأى في المنام رجلا أقسم بأنها في هذا الاتجاه. لا يعلم إن كانت الأرض بعد النفق عشبا ، أم صحراءا ، أم هاوية
أصداء أناس بعيدين توشوش في آذان الحديد لعنات على الحياة في الخارج، أصوات أظافر يائسة تحك جدران النفق كأنها تحاول الدخول ، يجزع قليلا ، ولكنه لا يعلم إذا كانت الحياة حينما يخرج من الجهة الأخرى تشبه الحياة خارج الجدران لأنه - مرة أخرى- لا يعلم كم سيقطع من المسافة. الأكيد أنها تخيفه الآن آكثر مما كانت تخيفه بعد أن دخل النفق بقليل ، لأنها الآن أقرب إلى مكان الخروج كما يتوقعه.
في منامٍ آخر رأى أن النفق بفتحة واحدة ، قام مفزوعاً وفكر في أنه ربما يجدر به أن لا يتعجل المشي ، ولا يفكر بالخروج ، ربما سيبدو المكان مختلفا لو التفت إلى جدرانه ، بدلا من النظر الدائم إلى ما يظنه الأمام
متعب
أتاوا
مارس ٢٠١٠