السبت، 14 سبتمبر 2013

انعتاق





لحظة الانعتاق لحظة انتشاء محض، تشبه اللحظة التي تتفحص فيها الشجرة جذورها التي كابدت لانتزاعها،بعد أن تفتح عينيها التي أسدل ستائرها الألم، فتجدها كاملة حتى آخر عرق غض، لم يستبقِ منها التراب عرقا واحدا. تبتسم، وتركض بأقدامها الكثيرة الجديدة التي لا يكبلها شيء الآن، تركض ككائن خرافي مهيب، تركض بألف قدم، دون أن تترك من نفسها شيئا وراءها، تركض كطائر، تركض، كما لم تركض شجرة من قبل! 

تورنتو
سبتمبر ٢٠١٣

الأحد، 1 سبتمبر 2013

احتضار..




لم أرَ من قبل بلدا تحتضر. لا اعرف كيف تكون رائحة الغرفة التي تقطنها، ولا صوت حشرجاتها الأخيرة. لكن بالطريقة التي تدرك فيها-ولو كنت ترى ذلك للمرة الأولى- أن رجلا ما تنظر في عينيه الذاهلتين الآن ،يحتضر. ترى هذه البلد، وتضع عينك في عينها وتدرك أنها بلاشك، تزفر في وجهك أنفاسها الأخيرة ..



السبت، 2 فبراير 2013

تنانير الأفكار القصيرة في تويتر.. !



الأفكار ترتدي تنانيرا قصيرة في تويتر!


الحقيقة ان هذا على كونه يبدو تشبيها فجا، الا انه قد يكون اكثر مشابهة مما نظن، عصر السرعة-ان قبلت هذا التعبير المبتذل- يجعل الناس اقل قدرة على التأمل في الاشياء واختبارها.  عبر التاريخ الحديث في المجتمعات التي لا تتخبأ في الصناديق،  تستطيع ملاحظة ان التنانير اصبحت اكثر قصرا.  من وجهة نظر مجتمعية، يمكن النظر لهذا على أنه انعكاس للرغبة في الخروج في انطباع سريع، فكأن رجل هذا العصر لا يملك وقتا، لمحاولة اكتشاف ما خلف الفستان الطويل، والتبصر في شخصية المرأة بدلا من مسح سريع لمنظرها الجذاب ...فقصرت التنانير لترى الأمر بسرعة، ولان في هذا مظنة انخداع: الكاسب هنا، هو من يحاول ان يتأمل فيما وراء المشهد المغري الناقص، الكاسب بهذا الفهم، هو من لايمانع بأن يتأمل ويحاول معرفة ماخلف الفستان الطويل، وماخلف التنانير غير المغرية منذ النظرة الأولى.. 

وتويتر هكذا، تنانير الكلام القصيرة هنا، تسيء إلى الأفكار، أو تبهرجها بشكل متبذل، وكالحالة بالنسبة للنساء، يجب عليك ان لا تهتم للشكل القصير او الطويل ، وتحاول معرفة ماخلفه، أن تحاول معرفة القلب. قلب المرأة- بالمعنى العاطفي- ، وقلب الفكرة -بالمعنى اللغوي-  ان تترجل من القطار السريع، للحظة تأمل على رصيف فارغ قبل أن تركبه من جديد ، أن تتخير( لعقلك) زوجا صالحا، لتحظى ببنات أفكار صالحات، فإن العرق دساس!

معاشرة كل هذه الأفكار المبتذلة، التي لو تأملتها بما يكفي لخرجت بحماس يشبه حماس الفتيات السعوديات لإخبار الجميع، بالشكل الحقيقي، والوجه البشع النصف مصبوغ، الذي اكتشفنه في دورات المياه، للفاتنة التي كانت تتبختر قبل دقيقة في ممرات السوق، أقول أن معاشرة هذه الأفكار، ستفسد ذوقك، ومزاجك، وطريقة حكمك، والأهم: بنات أفكارك!


فبراير ٢٠١٣