الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

كرات في الهواء، وعداء، وبائع ذرة !




الحقيقة أنني تعبت. تعبت كثيرا. كرات سعادتهم التي تندفع من زنبركات يدي، أصبحت أكثر مما أستطيع أن أحمل. أفكر، في أن أرحل. وهي ما زالت في الهواء، أوجه ظهري نحوها، وأمضي في طريقي، كبهلوان، قرر في لحظة أن يغير وظيفته.
الحقيقة أنه ليس ثمة زنبركات في يدي، وأنني كنت أكذب طوال الوقت. الطفل الذي كنته، حينما كان مراهقا، في ليلة كسولة ما، قال لي ، هل تستطيع أن تسعد شخصا عندما تكبر ؟ قلت له: نعم ، بالتأكيد. قال لي: هل يمكنك أن تسعد شخصين إذن. قلت له أظن، ضحك ساخرا، وماانفك يذكر رقما أكبر في كل مرة، وأنا ازداد شكا، وفي مرحلة ما في المنتصف، قال رقما ، لا أذكره بالضبط، لكنني أدركت أن النقاش أصبح سخيفا، وتوقفت عن الرد. لم يتوقف هو عن الحديث إن كنت أتذكر جيدا، تجاهلته ، وأكملت صنع الدوائر في دفتر كنت قد كتبت على غلافه "دفتر خرابيش" ، أذكر، وقد أكون مخطئا هنا أيضا، أن آخر ماقاله ، كان هل تستطيع، بذمتك، أن تسعد كل من تقابله؟
رمى تلك الجملة، كبقعة حبر هندي ، على ثوب عقلي الأبيض. وما فتئت بعدها، أحمَل نفسي، كرات سعادة كثيرة، أتفنن في القاءها في الهواء، وأحتضنها في طريقها الى الأرض، لكنني الآن أود أن أرحل، أن أتوقف، عملت تقريبا، كل المعجزات التي يمكنني عملها. يداي منهكتان.و عيناي تؤلمانني، وأفكر في أن أتحول إلى كرة.
كعداء، تتغير ملامح وجهه فجأة في منتصف المضمار، يتوقف، يغير الاتجاه الذي يحدق به، يلتفت حتى لا يعيق العدائين الآخرين، يتحول فجأة إلى بائع ذرة وجد نفسه داخل المضمار، يخرج من الخطوط المنحنية المنظمة، يخلع حذاءه، ويذهب ليعيش.

اتاوا
نوفمبر ٢٠١١