الخميس، 1 نوفمبر 2012

عدسة الانفجار من تورنتو إلى الرياض: نظرة فاحصة







انفجرت شاحنة في طريق عام، في شرق الرياض، هرعت إلى الهاتف مفزوعاً، كي أطمئن على أخي الذي يذرع كل يوم بسيارته الطريق الموجود في الصورة متوجها إلى مستشفى الحرس الوطني من بيتنا القريب، تلك الصورة التي أطرها الدخان الأسود في أعلاه، وتصاعد في وسطها لهب، يشبه ذلك الذي نراه على شاشات الأخبار، ونتمتم بطرق مختلفة جدا، تقول كلها تقريبا نفس الشيء ، اللهم، حوالينا لا علينا، يارب، أنت تحبنا أكثر من الآخرين، ولن نخبر أحدا بذلك، بل سنخبئه كسرٍّ في صناديق قلوبنا المغلقة، ونتأبطه كشيء لا يُخشى فقده ونحن نرفع أكفنا بالدعاء لساكني دول أخرى لا تحبهم كما تحبنا. كان طريقا لطالما طرقته ذلك الذي يثير الحزن والهلع وتعاطف الغرباء، ذلكم الطريق، نجم تويتر الأوحد اليوم، كان صديقا قديما، نمنّي بعضنا، أنا وهو بالوعود. 
جاءني الخبر وأنا أتهيأ للنوم في شقة كندية بعيدة، لا يصلها بذلك الانفجار، سوى ذاكرتي وقلقي. مضغ لسان عقلي ما حصل، كعلكة طوال اليوم. وجئت لأكتب، وكما يقول الغذامي في تعريف نفسه في تويتر، أعرض رأيي ولا أفرضه، سأتساءل بشأن ما حصل، وأتساءل بشأن ردود الفعل، أزعم أنني سأصنع مجسما صغيرا يشبه تركيبة "ليقو" البلاستيكية، بقطع تداولناها كثيرا في أحداث مختلفة، وأعدك- ولو بدا ذلك وعدا جريئا- بأنني سأمنحك عدسة، وأي شيء يقدر عليه الكلام سوى أن يوزع العدسات، ويحسن الظن بالأعين!  تستطيع استخدام هذا المجسم لتتخيل بواسطته ما الذي يحدث في المجتمع الكبير. يهمني هنا أن نعرف أين نقف جميعا بخصوص ذلك الانفجار ومايشبهه من الأحداث، أدعوك هنا لأن تتساءل معي، أين نقف، هل نحن الجمجمة التي لايهم الآن  لون جلد صاحبها بعد أن أصبحت بيضاء ،والتي تفحمت في سيارة لايهم لونها الآن بعد أن أصبحت سوداء واحترقت بلا مقدمات، هل نحن الشبان الذين تجمهروا للسرقة في نفس الوقت الذي كان به آخرون يلفظون أنفاسهم، هل نحن المتجمهرون، أم نحن الذين تضايقنا من التجمهر؟ هل نحن التجار -تجاوزا- الذين يزرعون قنابل الشاحنات الموقوتة في الطرقات، لتوفير ثمن إجراءات سلامة لا يحتاجونها شخصيا.من نحن بالضبط؟ أين وقفنا؟ وتحديدا، من أنت، وأين تقف، وما هي علاقتك بما يحدث؟
لاشك في أنك قد لاحظت، الطريقة التي نتجمع فيها على قصعة الأحداث، والطريقة التي يستخدمها كل تيار فكري، ليكتب رأيه بحبر دماء قد نزفت،  ويصرخ بالناس من خلال بوق الحدَث الجديد، ويتسلل من نافذة الخبر ليتزحلق في تلافيف الآذان، ويستغل اللحظة التي تتسمر فيها أعين الناس على تلفاز الأخبار، ليمارس رقصة بهلوانية سريعة،كإعلان رديء مدفوع، في وقت إعلان وفاة رئيس تسمر الناس أمامها مثلا! لاحظها من لاحظها وصفق من صفق وامتعض من امتعض!
فالحقوقيون،مثلا يتحدثون عن سوء الصيانة، وسوء العناية بالأمن، وسوء الاستعداد للكوارث، من خلال الانفجار. والإسلامويون يتحدثون عن القضاء والقدر، يرصون الشعب السعودي من جديد في صفوف السنة الإبتدائية الخامسة، ويحدثونهم عن الإيمان بالقضاء والقدر وكأن الانفجار جرس لبداية الحصة الأولى، لدرس تقوية إضافي، في الساعة السابعة من صباح الخميس عن القضاء والقدر، وأيضا يتحدثون عن عاقبة الانحلال، وابتلاءات الرب، والساخرون يتحدثون، شامتين بدورهم -وياللسخرية- في شماتة السعوديين بإعصار ساندي، والمواطنون الغاضبون، يتحدثون عن المستوصف الحقير -بتعبيرهم- الذي رفض علاج مريض وعن أن الناس يجب أن لا يشكروا مستشفى الحرس لأنهم يفعلون الواجب فقط! قضيتهم، تخيل، هي أنه لا يجب شكر من هرعوا إلى المستشفى في يوم إجازة لعلاج المصابين! والمواطنون الغاضبون أيضا، يتخيلون حيواتهم على كفوف العفاريت، ويغضبون من كل شيء، بواسطة الإنفجار! وأي شيء أفضل من انفجار ليفجر الغضب! والليبراليون، ربما تحدثوا عن أن الحياة قصيرة، وأن التضييق على الناس في ممر الحياة، الذي يتخطف الناس للعالم الآخر فجأة أحيانا، يبدو أكثر إغضابا الآن.وهناك أيضا من يذكرونك بالموت الذي يأتي فجأة.  والعريفي، نسيج وحده، الذي سمعت أحمقا من متابعيه يوما يقول بأن متابعيه أكثر من متابعي الرسول صلوات الله وسلامه عليه، شرفه الله عن مثل هذه المقارنة البلهاء، يرسل تغريدة عن إعجابه بذلك الرجل الذي يظهر في مقطع مرئي يذكر الشهادة وهو ينزف الدماء، قال عنه بأنه "أعجبه" لأنه لم يسب أحدا ولم يصرخ! والغريب أنني أتذكر أنني رأيت الشيخ من قبل يسب أحدا، ويصرخ، ولكن دون دماء وببشت مذهب مزركش! والمبتعثون، يتحدثون عن الشاحنات النظيفة في بلاد "الكفار"، وعن إعصار ساندي المدمر الذي قتل وأصاب عددا قريبا مما فعلت شاحنة واحدة، فاض بها الكيل، في طريق خال منسي، قريبا ربما من المكان الذي أخذ إليه هشام ابراهيم العابر، بطل رواية الشميسي حبيبته قبل عقود، في الساعة السابعة من صباح الخميس، يوم الإجازة الأسبوعي. 
ولا نستطيع هنا ، أن ننسى نوعا آخر، يتسلق على سلالم الأحداث، المتحذلقون، الذين يفعلون كما أفعل الآن بالضبط! أنا أتحذلق هنا إذن، وأدقق في زوايا الأحداث، وأقترح عليك ضمنا أن تتبنى زاويتي، وتقف حيث أقف، وفي اقتراح مثل هذا، مايلمح ضمنا إلى أن هناك ما فات على الآخرين واكتشفته، وفي مثل هذا ما يزعج ويثير الضيق أعلم ذلك، ولكنني أعول كثيرا على كرمك في أن تؤجل حكمك حتى تنهي قراءة هذا النص، وسأتفهم موقفك جيدا-بصدق- لو قررت أن تتوقف الآن عن القراءة، فأنا في نهاية الأمر أقف في الحيز الضيق، بين عقلك والحدث، بين وعيك ولا وعيك، كل ما سيتطلبه الأمر نقرة على الزاوية العليا، لتغلق هذه النافذة، لا أحاول أن أتطفل عليك هنا،ولست أحاول اتهام أحد؛ أثرثر،وأتمعن في التفاصيل، أنصب مرآة، وأشاركك بما أظن، لتسعدني برأيك، لأفتح نافذة، وألقي بعض الماء على الانفجار، وأقلل من قلقلي ، وقلقك في مركبنا المشترك! 
المسألة الأولى التي يجدر بنا مناقشتها هنا، ماهي حكاية الهجوم على قصعة الأحداث بهذه الطريقة، كأحداث الانتحار، وانفجار اليوم! الحدث نفسه،نفسه تماماً يتم استغلاله من زاويتين مختلفتين، لتحقيق انتصارات"فكرية" -إن صحت العبارة-، فالمنتحر كما يقول الإسلامويون، نتيجة لما حذروا منه من البعد عن الدين، أو كما يقول الليبراليون نتيجة للكبت وكما يقول الحقوقيون نتيجة للبطالة،لكن الحقيقة، حقيقة انتحار ذلك الذي سقط من الجسر قبل أشهر، تربض الآن في قبر ما، في مخ ما، وربما في هذه اللحظة تحديدا، تنهش دودة جائعة خلايا الفص الأمامي التي خططت لعملية الانتحار تلك! يستحيل -منطقيا على الأقل- أن يثبت نفس الحدث فكرتين متضادتين تماماً، وتستطيع، هنا، أن تطلق لخيالك العنان بشأن ما نصدقه، وتؤكد لنا الأحداث يوما بعد يوم، صدق ما ذهبنا إليه قبلها، وأكدته لنا فأضحى حقيقة لا سبيل لزعزعتها أو تغييرها!   على أية حال، القفز على موائد الأحداث من الجميع-كما أفعل بدوري هنا- دليل جوع، وغضب، كما أرجو بأن تسمح لي أن أقترح، الأمر يشبه أن نقيم برلماناتنا الخاصة في الشوارع لنجرب فيها أصواتنا، المسألة تشبه أن يخلقنا الله ملاكمين، ونبحث عن حلبات ونكتشف أننا بلد بلا حلبات! فنأخذ نزالاتنا إلى الشارع، شارع تويتر، والشارع الحقيقي أيضا كما حصل اليوم، ننهب سترات صفراء فاقعة لا حاجة لنا بها، لنعلن عن غضبنا، ونصوّر من ينهبونها بهواتفنا، لنعلن عن غضبنا أيضا، نتجمهر لنعلن أن فضولنا لرؤية مايحدث لروايته في استراحة ما تلك الليلة، أهم بالنسبة لنا من حياة آخرين لا تعني حياتهم لنا شيئا، نذم المتجمهرين، وكأنهم هبطوا من مركبات فضائية، ربما تحدث اليوم من تجمهر في تويتر عن همجية المتجمهرين! في صورة كاريكاتورية تتكرر كثيرا في مجتمعنا،تشبه تذمرنا من سوء القيادة، وفوضى الطوابير، والواسطة، والفساد!
هذا الهجوم على الحدث، وخطفه - إن صح التعبير- لإثبات أفضليتك على تيار فكري آخر، توجه آخر، شعب آخر - كمثال على نقطة الشعب الآخر، رأيت في الأصوات المتحدثة عن مآسي الدول المجاورة، وأن هذه لمحة من انعدام الأمن وصعوبة الحياة، صوتا نشازا، مازال يعتقد بأن هذه البلاد لسبب ما لها قدسية لا تتوفر لدى البلاد الأخرى، وكأن أجدادنا لم يموتوا من الجوع قبل مائة عام فوق نفس هذه الأرض التي نقف عليها- أقول أن هذا الهجوم على الحدث، يشبه تلك الكرة البلاستيكية الحمراء التي ترقص فوق قِدر الضغط الذي نستخدمه لطبخ الأرز عند فتحة الهواء، لا نرى شيئا يتحرك في القدر سواها، لكنها، كما نعرف جميعا، تعبير عن اضطراب مافي داخل القدر، وزيادة ضغطه، وفي كل حدث، تتغير ألوان الكرات، لكن الرقص المضطرب، المرتعب،المرتبك هو ذاته. إذن، يبدو خطف الأحداث هذا كتفريغ للغضب، وتجربة للصوت، وكمخرج سهل للهواء المضغوط، وهذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية لتفسير هذا التخاطف، تتعلق باختفاء الحقيقة، والمصدر الموثوق،  تختبيء الحقيقة كلاعب "حبشة"  مملّ بشكل فظيع، اختفى طويلا، ثم خرج، دون أن يتذكره أحد من اللاعبين، كأنه حين اختفى تحول إلى خرافة، هناك من اللاعبين من أشار إلى شخص من المارة وادعى أنه اللاعب الذي اختفى منذ سنين،  اختفاء اللاعب طويلا،حوله إلى خرافة، فاخترع الجميع قصصهم الخاصة، قصص تجعلهم يظهرون بمظهر الفضلاء والصابرين، قصص تجعلهم أحبة لله، وخاصته، تجعل انفجاراتهم وكوارثهم ابتلاءا من الله لعبيد يحبهم، وانفجارات الآخرين وأعاصيرهم، عقابا من الله مستحق! 

من نحن، وأين نقف من كل هذا؟ هل يختلف الذين تسلقوا الجبل عن الذين قضوا نحبهم؟ أحد المتسلقين لجبل النهب الذي رأيناه، كان من الممكن أن يكون أحد الميتين الذين نترحم عليهم الآن، أو أن يكون أخاه -مثلا- من المصابين، فيلبس لبوس الحزانى الفاضلين، لأنه وقع -قدرا- في الطرف الآخر من المصيبة! في الطرفين، طرف المعتدين، وطرف المعتدى عليهم، أناس يتشابهون أكثر مما نظن!
من نحن؟ وهل ساهمنا بشكل أو بآخر، في انفجار الشاحنة؟ ربما يمكننا أن نلاحظ في هذا السياق، أن جميع الشاحنات التي تجوب شوارع البلد، متهالكة، قارن بينها وبين سيارات الشعب! لا أذكر أنني رأيت سعوديا يقود شاحنة نفط، يبدو هذا العالم، عالم الشاحنات، كعالم أسطوري بالنسبة لنا، وكثيرا ما أتخيل، عند رؤية شاحنة مقلوبة، منظر ربما رأيته أنت كذلك، أن سائقها خاله رب عمله دمية، كتلك التي تضعها مصانع السيارات، داخل سياراتها في اختبارات التصادم، والتاجر، بغض النظر عما ينقل في شاحناته، يخاطر في موضوع السلامة، لكنه لا يخاطر بحياته هو، يخاطر بحياة شخص أخر لم يخوله ليفعل! لا أعلم عما ستنتهي إليه اللجنة التي ستحقق في موضوع الانفجار، لكننا لانستطيع إنكار الخلل في معايير السلامة الذي نراه كل يوم وعلى كل طريق، ولا نستطيع أن ننكر أننا لا نفكر كثيرا بهذا الخطر إلا في انعكاساته علينا، كمقال سليمان الفليح الذي تناقلوه حيث تنبأ بخطر الشاحنات "علينا"، ولن ننكر أنه لو اتفق جدلا أن يكتب هندي ما مقالا مترجما في الجريدة عن تذمره من هذا الخطر المحدق، لانبرى نفس الأشخاص المتضايقين مما فعل الانفجار اليوم، لذم وقاحته! وهم نفسهم ربما ، الذين هز غازي القصيبي رأسه يوما ما في مقابلة مع الدخيل، متحسرا، وهو يقول: "هؤلاء لا يعلمون عن ماذا يتحدثون!" كان يتحدث يومها-رحمه الله- عن المطالبات بتحديد سقف أجور للسعودي، يختلف عن الأجنبي، قال القصيبي يومها بأن هذا مستحيل، وبأنه سيكون وصمة عار في بلد تنتمي لمنظمة التجارة العالمية، ومات القصيبي، وطرزوا بعدها بشتا سعوديا أصيلا،يلبسه السعوديون فقط، بثلاثة ألاف خيط ذهبي!
أما عن، مسألة عدم اهتمامنا بموضوع السلامة، ومسألة الحذر، والاحتراز من الخطر قبل وقوعه، فهذا حديث يطول، ولكن ما دمنا نتحدث عن دور المجتمع في هذا، أستطيع أن أخبرك بمقارنة سريعة، عما أعرف، عن تخصصي، حيث أنني لا أفقه شيئا في سلامة الشاحنات؛ قضيت خمس سنين ونيف في كندا أتدرب وأمارس الطب النفسي، وتذهلني تماما الادعاءات الفارغة بخصوصيتنا، والدجالون الذين يخرجون أرانب أفكار يدعون أنها "علوما"كل يوم من قبعاتهم على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز، يختصرون الطرق، بما يضر الناس، بنفس الطريقة التي يعالج بها عامل هندي بإقامة مزارع كفرات شاحنته دون تخصص، لتتحرك فقط، وكأن بقية العالم -عدانا- يتكون من حمقى ومعتوهين، يضيعون وقتهم وأموالهم في التدقيق في أمور لا تلزمنا، يصدرون تنظيمات لانهائية تتعلق بقوانين العمل، وبشروط قيادة الشاحنات، والطرق التي تعبرها، وأوقاتها، وحمولتها، ويقيدون رخصها، ترفا وتضييعا للوقت، يحدث هذا بالضبط بنفس الطريقة المدهشة تماما التي ينسف بها معلم جغرافيا أخذ دورة في تطوير الذات، كل تعقيدات وأبحاث، ومجلات، وكتب علم النفس مثلا، وهو لم يقرأ من كل ذلك حرفا واحدا ! ومادمنا نربط هذين الأمرين هنا، يتبقى أن أقول بأنني، تخيلت عدد من هشم ذلك الانفجار أجزاءا منهم، وممن سيصابون باضطراب مابعد الصدمة، كم منهم سيذهب إلى شيخ فينهره على قلة إيمانه بالقضاء والقدر، وكم منهم سيتصل بمستشار ليتحفه بنصائح الجدات،  وكم منهم سيذهب لمدرب تطوير فيرقّصه على خط الزمن ، وكم منهم سيغلق أبوابه، وينتحي ركنا قصيا عند ما يشبه فتحة الهواء في قدر الضغط إياه، ينتظر الكرات، لينفخ بقسوة متى لاحت في الأفق، حتى ينفجر!
الانفجار كان هناك، حيث نحن، وقد كان قضاءا وقدرا بالطريقة التي يكون بها التهام أسد لساكن كوخ في عمق الغابة قضاءً وقدرا، وبالطريقة التي تداس بها الألغام، وبالطريقة التي يقدر الله لك فيها أن تبتل حينما ترى المطر في النافذة وتخرج. القضاء والقدر، تلك السلة التي أودعناها أحباء تترى غادرونا، يقتلهم مفحط سكران، أو مراهق أرعن، ونودعهم سلة القضاء والقدر. فقدت جدتي، واثنان من أبناء عمي، وأصدقاء كثر على الطريق،  في المرة القادمة التي يخبرك فيها أحد عن قضاء وقدر يقع بأيدي الناس، اصفعه بيدك، وأخبره أن هذا كان قضاءً وقدرا. 

يتفطر قلبي على هؤلاء الذين غادرونا، نعم، قد أكون بعيدا، لكن قلبي هناك،في الرياض، قريبا من كبري الحرس إياه،  وهذا الانفجار نافذة لمستقبل مريع، كم يبدو سخيفا أن أحاول بهذا النص الطويل، إصلاح النافذة أو إغلاقها، لا ريب أنني قد خسرت قراء كُثر في الطريق الطويل إلى هنا، لا أتخيل أن يكون أحدا كريما بما يكفي، ليقرأ قصة طويلة عن محب لايعرفه، يتحدث عن اغتصاب حبيبته المروع، في بلده البعيد. تزحلقت من نافذة الخبر إلى تلافيف أذنك بما يكفي، فعلت ما يفعلون، واقترحت-كالجميع- بأنني أدرك ما يحصل،و الحقيقة أنني أفضل أن أكون غبيا جاهلا، على أن أكون محقا، عارفا في هذا الشأن! أتمنى بصدق أن أكون مخطئاً هنا، ليحفظنا الله وليلطف بنا،وليسامحنا على ما اقترفناه، وما نقترفه، ياصديقي الطيب!


متعب حامد
١ نوفمبر ٢٠١٢