السبت، 5 يوليو 2014

فرش سجاد الطمأنينة فوق بلاط القلق!







كم أنا بحاجة لعامل ماهر،يفرش سجاد الطمأنينة فوق بلاط القلق البارد،متسلحا بسكاكينه وصمغه، حتى آخر زاوية يذهب لها مثلث السجاد المطويّ المبلل بالصمغ في جزئه الخفي،هائما مغمض العينين ، يتهادى وهو يبتسم،متحضرا لعناق أبدي!


حينما تفتش في ذاكرتك جيدا، بطريقة إفراغ صندوق من محتوياته حتى تجد ذلك الشيء الذي يتهرب منك تحت الأعراض الباقية في آخر الدرج .. 
ستتذكر،عندما تصل إلى زاوية الدرج القصية أن قلقك كان ينطفئ تماماً، يوما قديماً ما ، كشعلة صغيرة في منديل حينما تصب عليها من ماء الأحضان، وأن ذلك لم يعد ممكنا. 

ربما لأنك كنت صغيرا جداً، كان بإمكانك ان تقلق وأن تخاف، وأن تحضنك والدتك فيختفي كل هذا. تماماً. ينطفيء ،كشمعة في منديل، حينما تصب عليها من ماء الأحضان! ربما تعلق هذا بحجمك، وبالطريقة التي يتم احتوائك بها، كاملا ً، غير منقوص. دون أن يتسرب منك ولا حتى إظفر صغير خارج الحضن. بالطريقة التي تحتوي بها قبضةٌ مصباحا صغيرا يتم استخدامه كعلاقة مفاتيح، فيختفي النور تماماً.

ثم كبرت!

أنت الآن .. أسطوانة ضوء ضخمة، نيونٌ أخرق، لا يمكن احتواؤك، ولو تم احتضانك من الإمام بصدفة عجيبة، تظل شعلات القلق، تشع في المكان، تنتظرك خلفك، حالما تفرغ من الحضن لتعود لقلقك. تلك الطريقة التي تبدد بها قلقك الصغير يوما وتلاشى تماماً، في لحظتين، تجربة باهرة، لم يعد بالإمكان تكرارها.. ولو تكررت لك كبالغ، فإما ان قلقك مازال طفلاً ، او أنك محظوظ بحضن فرعونيّ يبلع القلق. أو حضن ثعباني ّ يبلع المصابيح في ثريّا قلقك، لقمة، لقمة.

يارب الأحضان، أخرج لنا منها ما يسعنا!


تورنتو - ٢٠١٤