الأحد، 29 مارس 2009

أنا هنا








أحس أن الخيوط الاجتماعية من حولي تبدأ في التمزق ، أكاد أرى الخيوط الدقيقة في تلك الحبال تشرع بالانعتاق خيطا خيطا ، أنا هنا أحاول أن أبني خيوطا جديدة ، لا تربطني بأحد في الضرورة . 



أنا هنا أعد العدة لاغتراب قد يطول . ومرحلة جديدة ، جديدة تماما . أسكن في بلد مختلف ، وأذهب صباح كل يوم إلى مستشفى لا أعرف فيه أحدا . وأنام على سرير لم أشتريه بعد . وأحمل مفتاح شقة لا أعرف كيف سيكون شكله ، لأدخل شقة أجهل لون جدرانها . وأغسل وجهي كل صباحٍ بماء صنبور لم أره من قبل . 



سيكون لدي الكثير لأثرثر عنه . كي لا أتحدث إلى نفسي. وبما أن الله لم يرزقني بعد بنصف آخر أتحدث إليه فينصت ، وتتحدث فأنصت.. كي لا أبحث عن أحد ( يرد علي الصوت ) فلا أجد .... سأثرثر هنا

متعب 
الرياض ديسمبر 2006 .. 


هناك تعليق واحد:

  1. قالوا اعقدها خيوطا تربطنا.....
    فعندما تمزقت وجدتُ نوعين من الخيوط... خيوطا تربطنا... طويلة لا تعتنقنا..
    وخيوطا كالشباك... اعتنقتنا فأصبحنا نرى أنفسنا هي... و نراها أنفسنا..

    تحررنا


    حتى إذا تحررنا ... ظننا أننا فقدنا
    ظننا أننا خسرنا
    أصبحنا كالضحية المعذبة التي تتوسل لمجرمها أن لا يطلق صراحها... فما عادت تعرف العيش سوى تحت وطأته

    تحررنا

    فلم نعرف ماذا نفعل بحريتنا...
    تحرينا أنفسنا
    واحترينا غيرنا...

    قالوا اكتمل بنصف تلصقه هنا...
    فرأيت اكتمالي أقرب إلى جذب نصفي الآخر من انتقاصي

    ردحذف