الثلاثاء، 31 مارس 2009

وأثرثر ...





انتهى الشهر الأول من الدوام الرسمي ، الاستشاري  العجوز يكيل لي من المدح أضعاف ما أتوقع ، يزعم أني تجاوزت توقعاته لطبيب ٍ في مستواي من التدريب ، وأنه يتوقع أن آتيه بعد خمس سنين- نهاية البرنامج -  ليتعلم مني ! وأنه يرحب بعودتي لأعمل معه متى أردت ، أو استطعت .   بدا لي طيبا كجد هايدي ، حينما نظرت إلى السهول الخضراء من خلال النافذة ..
المجانين ، يأتون إلينا ويخرجون أقل جنونا ، والأشخاص الطبيعيين مع (لحسة) من جنون يتركون جنونهم في الجناح ويخرجون ، مازال ذلك الكهل الخرف يحاول أن يبيع قواربه . والعجوز الهرمه الصغيرة جدا مازالت تأتي إلى النافذة ، وتتذمر من أن الأرض (تو ستيكي ) ، المسكينة صغيرة ، وضعيفة جدا ، لدرجة أن الأرض حينما تكون (مدبقة )بعض الشيء ، لا تستطيع ان تتحرك كما يعن لها ، وتكاد أن تلتصق ، كفأر وقع في مصيدة الغراء !
الخزانة تفرغ حمولتها يوما بعد يوم ، وصلت إلى اتفاقية مع الحزن ، بأن أحس به أقل مما يجب ، وأفعل من أجله أكثر مما يجب ، الدنيا مازالت تحاول أن تصفعني ، لكنني تعلمت أن أضع مسكنا على خدي ، وابتسم ..
أتاوا تزداد جمالا ، طبيعيا ، كانت أحيانا تبدو كامرأة تبالغ في وضع المساحيق ، وتخفي خلفها قبحا ما ، لكني أرى بعض المساحيق تختفي ، ومازالت تبدو جميلة ، لا تفرد ذراعيها لاحتضانك ، لكنها لا تخفي عنك جمالها متى عرفت كيف تنظر إليه  ..
اشتريت دراجة ، قطعت بها طريقا طويلا إلى جوار النهر ، احتفل بي البعوض كثيرا ، كان يقبلني في كل مكان ، ويترك علامات حبه على ذراعي ، إذا كان تعريف الlove markبأنها قبلة تترك أثرا ، فقد عدت بالكثير من الLove marksعلى جسدي ، وشعرت بالإكتفاء ...
 
السماء رحومة كثيرا بي ، تحاول أن تبتسم كل يوم ، وتعتذر ، وأحاول أن أبتسم ، وأصدق .  الأشجار تنحني لتظلني من الشمس ، كل ما أتمناه أنني لم أوجعها كثيرا ، وأنها تعلم كم أقدر لها صبرها .
أمي تحادثني كثيرا ، وتحاول أن تطمئنني كثيرا ، ترسل حبها مركزا جدا حتى يصل بعضه ، بعد طول المسافة ..
أخي يتحمل كثيرا وأود أن أعود لأقبله على رأسه ..
الشقة مرتبه نوعا ما ، القبيلة البدوية اليائسة مازالت تنتظر ، المكتب مكتظ بالأوراق والكتب ، لم أقرأ كثيرا بعد ، أنهيت رواية في الأيام الماضية ، والعجوز مازال سعيدا بي ..
البريد كل يوم يحمل رسائلا كثيرة ، كان منها رسالة تحتفل بتدشين سيارتي ، وتصورها في اليوم الأول من استلامها في الشارع الذي تقع عليه الوكالة ، ربما في الدقائق العشر الأولى من استلامها ، كانت الإطارات الخلفية ترش بعض الماء ، صورة جميلة  ، وعلى حساب الحكومة ، إلا أنهم طالبوني بمبلغ محترم ، لأن الصورة ذاتها تحتوي إشارة باللون الأحمر كنت أحاول أن (أتماكنها ) وهي باللون الأصفر كما نفعل في الرياض . كانت الصورة تستحق ، وأستطيع الإحتفاظ بها ، لم أمانع كثيرا ..
 
صوت محمد عبده يحيل ال(فور سفنتين – 417) الى طريق خريص ..
غريب الدار ومناي التسلي .. أسلي خاطري عن حب خلــّـي ..
إلا أنني لم أسمع الشور من (قاصر ماعرفه ) كما حصل لابو نورة  .. الطريق وعره ، لكنني أتقدم ، ولا ألتفت إلى الوراء ..
سعيد بما أفعله ، ليس ذلك النوع من السعادة ، الذي يجعلك تقهقه كثيرا ، وتصفق وترقص ، سعادة تجعلك تغمض عينيك ،وتحترم نفسك (بالمعنى الحرفي لا الشعبي ) ،  وتتنفس ، وتبتسم ..
 
Smile
 
متعب
أتاوا ،
29-يوليو-2007
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق