الثلاثاء، 31 مارس 2009

حنون هذه الــ(كندا) ... !؟

   
مضى شهران يا أمي ..
وشهران .. وشهران ِ ..
على سفري ..
 
على قلبي يجرجرني  ..
على أرجوحة القدر ِ ..
فأصعد آخر القمم ،
وأهبط دون أن أدري ..
وبينهما ،
حدود الأرض تتسع ،
ولست ، أطيق أحضنها ..
ولو بأصابع النظر ..
وتصغر ، فجأة عني
تضيق ، بلمحة البصر ِ
..ولا تقوى على حضني !
..
خرجت الأمس ..جذلانا إلى النهر ِ ..
أدوس على كرامته ،
على ماكان من عطفي ..
بأرجل قارب أحمر ،
أحركه ، وأخنقه ،
أجدف فيه أصفعه  ..
وأرفسه ، بلا خوف ِ ..
كان الغيم ، بالهتان يلثمني ،
على خدي ، على كتفي !
وحط الكون ، ساعتها ، كعصفور على كفي !
 
وجاء الله ذكرني ، بمسغبتي
وفي ضعفي !
وصرت بأسفل النهر ِ ،
يصفعني ، ويرفسني ،
وأرجل قاربي فوقي !
أأغرق في مياه النهر ،
ولم أغرق ، بأنهار ، من الشوق ِ !
 
..
نصف العام يا أمي ،
يمر ّ ، ولم أجالسك ِ
يمر ّ ، ولم أصافحكِ
يمر ، ولم أمرّ بك ..
مع الصبح أقول لك
صباح الخير يا أمي ..
وأشكو عندك سهري ..
أو الظهر ِ ..
أسأل ما غداء اليوم ..
حين أعود من عملي ..
أو العصر ِ ..
أو الليل ِ ..
أثرثر عن فتوحاتي ..
عن المرضى ..
عن المشفى ..
عن الزملاء ..
عن كندا ..
..
ما أخبار منزلنا ؟
مدينتنا ؟
أما زلتم ..
على حرب ٍ مع الدفء .. مع  الحر ّ ؟
أما زال ..
طريق الصبح مزدحم ٌ ..
ومهملةٌ حديقتنا ؟
..
أما أنا ... عني ..
فلا تتسائلي أبدا  ..
حنونٌ هذه الـ( كندا)  ..
أجرّبُ أن أعيشَ الآن ،
مختلفا ، ومنفردا ..
فلا تهذي وتزعجني ..
تراقبني ،
ولا أدري إذا ما طحت ، ترفعني ؟
أم – اللعناء - تنتظر
لتنهبني  وتقتلني ؟
ولست أريد أن أدري..
سأبقى ، ساكنا فيها .. ..
كأرتال ، من البشر..
أخبيء في مدينتهم ..
بحور الشعر في صدري ..
وبعض ، الحكي   ، والنثر ِ ..
أدس بخاطري صحني ..
وأملؤه ..
بحبات من التمرِ  ..
حنونٌ هذه الـ(كندا) ..
ستتركني ،
أبعثر  في حديقتها ..
رمالا ، جئت أجلبها ..
من الصحراءِ .. والبرّ ..
أجدّ السير مجتهدا ..
فتمدحني ..
وتدعوني ،
إلى  حضنٍ من الأرض ..
أحاول أن أصدقها ..
وأشكرها ..
ولكنّي ..
 
سأبقى ، واقفا ، أبدا ! ..
 
 
أتاوا -
30-ِ2007-August

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق