الثلاثاء، 31 مارس 2009

على باب الجنة

رحماك يارب

يبدو الكلام مهلهلا .   مهلهلاً جداً .  فضفاضا .  يدور في دوائر لا تفضي إلى شي ء .  واسعا ً . متراكماً . كملابس تفيض عن حاجة الجسد ، بعضها فوق بعض . لا نحتاج منها إلا إلى غلالة رقيقة ، تضيع في زحمة القماش والخيوط .

أراقب المشهد من بعيد . لكنه مؤلمٍ بما يكفي لأتوجع رغم المسافة . هبط الخبر ، كسطلٍ من الماء البارد ، كغيمة سوداء ثقيلة ، تهبط بكل ثقلها في لحظة سريعة ، تشهق أمعاءك ، فيؤلمك بطنك ، يفغر دماغك فاه ، فتشعر بالدوار .

فجأة تفقد قدرتك على التذوق ، وتتنفس هواءا تشعر بأنه لا يذهب إلى رئتيك ،وتضيع في ومضات من سرحان ٍ تخرج منه إلى سرحانٍ آخر .

هديل ، صمتت . في الخامسة والعشرين . صمتت وكأنها بترت جملة لم تكتمل . سكنت فجأة بركبة مثنية تمارس الركض اليومي  . تجمدت ملامح وجهها على حاجبين مرتفعين ، وثغر يتحدث .

صمتت هديل .

وبدت الحروف ، ترفا زائدا ، وجهادا في غير خصم . .

كانت تنتظر  على مقعد مدونتها . "على باب الجنة ".

والآن تنتظر على سرير غيبوبتها . على باب الجنة .

لا يعلم إلا الله في أي الاتجاهين تتحرك .

أشعر بتأنيب ضمير ٍ لا أعلم له سبباً . إذا شعرت بالحزن سيبدو حزنا ناقصا ، مرفها لا يشبه حزن أهلها وصديقاتها المقربين في شيء ، وإذا شعرت بأي شعور جيد ، يبدو ذلك أقرب شيء للخسة وفقد الإحساس .   أود أن أتحدث مع أصدقاءنا المشتركين . ولا يبدو أن هناك شيئا يمكن أن يقال .

كلمات أبيها تفطر القلب . يقف الرجل صامدا . وتشعر أن كل ما بداخله،  يتمزق.

هديل الحضيف صمتت .

 ولا أدري لماذا أحس أن على الجميع أن يصمت


مدونة هديل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق