رحماك يارب
يبدو الكلام مهلهلا . مهلهلاً جداً . فضفاضا . يدور في دوائر لا تفضي إلى شي ء . واسعا ً . متراكماً . كملابس تفيض عن حاجة الجسد ، بعضها فوق بعض . لا نحتاج منها إلا إلى غلالة رقيقة ، تضيع في زحمة القماش والخيوط .
أراقب المشهد من بعيد . لكنه مؤلمٍ بما يكفي لأتوجع رغم المسافة . هبط الخبر ، كسطلٍ من الماء البارد ، كغيمة سوداء ثقيلة ، تهبط بكل ثقلها في لحظة سريعة ، تشهق أمعاءك ، فيؤلمك بطنك ، يفغر دماغك فاه ، فتشعر بالدوار .
فجأة تفقد قدرتك على التذوق ، وتتنفس هواءا تشعر بأنه لا يذهب إلى رئتيك ،وتضيع في ومضات من سرحان ٍ تخرج منه إلى سرحانٍ آخر .
هديل ، صمتت . في الخامسة والعشرين . صمتت وكأنها بترت جملة لم تكتمل . سكنت فجأة بركبة مثنية تمارس الركض اليومي . تجمدت ملامح وجهها على حاجبين مرتفعين ، وثغر يتحدث .
صمتت هديل .
وبدت الحروف ، ترفا زائدا ، وجهادا في غير خصم . .
كانت تنتظر على مقعد مدونتها . "على باب الجنة ".
والآن تنتظر على سرير غيبوبتها . على باب الجنة .
لا يعلم إلا الله في أي الاتجاهين تتحرك .
أشعر بتأنيب ضمير ٍ لا أعلم له سبباً . إذا شعرت بالحزن سيبدو حزنا ناقصا ، مرفها لا يشبه حزن أهلها وصديقاتها المقربين في شيء ، وإذا شعرت بأي شعور جيد ، يبدو ذلك أقرب شيء للخسة وفقد الإحساس . أود أن أتحدث مع أصدقاءنا المشتركين . ولا يبدو أن هناك شيئا يمكن أن يقال .
كلمات أبيها تفطر القلب . يقف الرجل صامدا . وتشعر أن كل ما بداخله، يتمزق.
هديل الحضيف صمتت .
ولا أدري لماذا أحس أن على الجميع أن يصمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق